کد مطلب:350954 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

جهلهم یستلزم أمرهم بالمعروف ونهیم عن المنکر، الجهل لازمه فعل ما یجب معه القصاص
وهذا أیضا من لوازم الجهل، إذ یجوز علیهم الخطأ فی الأقوال

والأعمال مع الناس. فلو كان الإمام مبسوط الید وضرب من لا یستحق الضرب، أو اقتص ممن لا یجب علیه القصاص، لو جب أن یطیع للاقتصاص منه، وكیف یكون إمام وللناس أن یقتصوا منه، ویكون لهم علیه حق فی ماله أو بدنه. وهذا بعض المؤیدات للعلم الحضوری واستلزام الجهل بالموضوعات الصرفة، من اللوازم التی ینزه عنها الإمام. جملة القول: وجملة القول إنه لو لم یرد عن الأئمة المیامین، ما یشهد لعلمهم الحضوری من الأفعال والأقوال والآثار والأخبار، لكان فی حكم



[ صفحه 86]



العقل دلالة كافیة، وبرهان نیر، فإن العقل یری أن اللطیف جل شأنه یجب علیه أن یجعل حجة بینه وبین عباده، یقوم بتبلیغ أحكامه، وبیان نظامه، وذلك الحجة جامع لجمیع صفات الكمال، وعار عن جمیع خصال النقص، ولا یكون فیه ما یجعله عرضة للانتقاص، ومسرحا للتوهین ومحلا للانتقاد. بل یجب أن یكون المنزه عن النقائص فی الخلق والخلق، لیصلح أن تقوم به الحجة، ولا تكون لأحد علیه حجة أو تطاول فی فضل أو علم. وأین هذا من القول بجهلهم بالموضوعات الصرفة التی تؤول بهم إلی تلك اللوازم السیئة، والأعمال الممقونة؟ وكیف تنفق تلك الخلال اللازمة مع أغراض ذلك الحكیم اللطیف، والطاف ذلك القدیر العلیم. وكیف یأمر جل شأنه، باتباع من یجوز الخطأ والغلط، ویحذر من یخالفه من لا یؤمن عثاره؟ وكیف یوجب الطاعة والتسلیم لمن یسوغ سهوه ونسیانه، والفشل بجهله، ویزجر عن الاعتراض علی من یخاف من سقطاته، ویخشی من هفواته...؟ أفیجوز علی الحكیم أن ینصب علما للناس من هاتیك شؤونه، وهذه صفاته؟؟.



[ صفحه 89]